أمَّا مَنْ لَا يُحِبُّ، فَإنَّهُ لَمْ يَعْرِفِ اللهَ، لِأنَّ اللهَ مَحَبَّةٌ
فَقَدْ أحَبَّ اللهُ العَالَمَ كَثِيرًا، حَتَّى إنَّهُ قَدَّمَ ابْنَهُ الوَحِيدَ، لِكَي لَا يَهْلِكَ كُلُّ مَنْ يُؤمِنُ بِهِ، بَلْ تَكُونُ لَهُ الحَيَاةُ الأبَدِيَّةُ.
يَا اللهُ، يَا سَاكِنَ السَّمَاوَاتِ، إلَى السَّمَاءِ مَحَبَّتُكَ الصَّادِقَةُ، وَإلَى السَّحَابِ أمَانَتُكَ! بِرُّكَ كَالجِبَالِ الشَّاهِقَةِ. وَأحكَامُكَ كَعُمْقِ المُحِيطِ. تَهْتَمُّ بِالإنْسَانِ وَالحَيَوَانِ يَا اللهُ. أثْمَنُ مِنْ مَحَبَّتِكَ المُخْلِصَةِ لَا يُوجَدُ. المَلَائِكَةُ وَالنَّاسُ يَلْجَأُونَ إلَى ظِلِّ جَنَاحَيكَ.
فَمَنْ يَقْدِرُ أنْ يَفْصِلَنَا عَنْ مَحَبَّةِ المَسِيحِ؟ أتَقْدِرُ عَلَى ذَلِكَ الضِّيقَاتُ، أمِ المَشَقَّاتُ، أمْ الاضطِهَادَاتُ، أمِ الجُوعُ، أمِ العُريُ، أمِ الأخطَارُ، أمِ المَوْتُ بِالسَّيفِ؟... غَيْرَ أنَّنَا فِي كُلِّ هَذِهِ الشَّدَائِدِ، مُنتَصِرُونَ انتِصَارًا مَجِيدًا جِدًّا مِنْ خِلَالِ ذَاكَ الَّذِي أحَبَّنَا. فَأنَا مُقتَنِعٌ بِأنَّهُ مَا مِنْ شَيءٍ يَقْدِرُ أنْ يَفْصِلَنَا عَنْ مَحَبَّةِ اللهِ الَّتِي فِي المَسِيحِ يَسُوعَ رَبِّنَا. فَلَا مَوْتَ وَلَا حَيَاةَ، وَلَا مَلَائِكَةَ وَلَا أروَاحَ مُتَسَلِّطَةً، وَلَا شَيءَ فِي الحَاضِرِ، وَلَا شَيءَ فِي المُسْتَقْبَلِ، وَلَا قُوَىً رُوحِيَّةً، وَلَا شَيءَ مِمَّا فَوقَنَا، وَلَا شَيءَ مِمَّا تَحْتَنَا، وَلَا أيَّ شَيءٍ آخَرَ مَخْلُوقٍ يُمْكِنُ أنْ يَفْصِلَنَا عَنْ مَحَبَّةِ اللهِ الَّتِي لَنَا فِي المَسِيحِ يَسُوعَ رَبِّنَا.